آرت هاوس دمشق يحتضن ندوة “تجليات الحرف” برؤى فنية معاصرة
استضاف غاليري آرت هاوس في دمشق مساء اليوم ندوة حوارية مرافقة لمعرض “تجليات الحرف بين التراث والمعاصرة”
آرت هاوس دمشق يحتضن ندوة “تجليات الحرف” برؤى فنية معاصرة
استضاف غاليري آرت هاوس في دمشق مساء اليوم ندوة حوارية مرافقة لمعرض “تجليات الحرف بين التراث والمعاصرة”، بمشاركة فنّانين تشكيليين ومتخصصين في فن الخط العربي، وبحضور جمهور من المهتمين والدّارسين.
الحرف العربي بين التعبير الجمالي وإشكاليات المصطلح
افتتح الفنان التشكيلي والناقد غازي عانا الندوة بالحديث عن العمق التعبيري للحرف العربي في الأعمال المعروضة، مؤكداً أن الحرف يشكّل أداة تجريدية غنية بالطبقات الجمالية. وتساءل عانا عن دقة مصطلح “الحروفية” في توصيف التجارب الفنية المعاصرة، معتبراً أنه قد لا يعبّر بشكل كامل عن الاتجاهات البصرية الحديثة.
وأشار إلى أن الندوة أسهمت في تعزيز الحوار الفني بين الجمهور وصنّاع العمل، وأعطت المعرض بعداً معرفياً أعمق.
تعليم الخط العربي بين النظرية والممارسة
قدّم الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم رؤية شاملة حول دور الخط العربي في بناء لوحة تجمع بين الموسيقى والشعر والتشكيل. وشدد على أهمية تطوير المناهج الجامعية المتخصصة بالخط العربي، محذراً من تأثير غياب البرامج الأكاديمية المتقدمة على مستوى تأهيل الخطاطين مقارنة بدول مجاورة تمتلك مدارس راسخة في هذا الفن.
ووافق غنوم طرح عانا حول محدودية مصطلح “الحروفية”، مؤكداً ضرورة إيجاد إطار مفاهيمي أدق للحركة التشكيلية المعتمدة على الحرف.
الدعوة إلى منظومة تعليمية أكثر عمقاً
الفنانة ريم قبطان شددت على ضرورة اعتبار تعليم الخط العربي تخصصاً فنياً مستقلاً، وليس مادة تابعة لتخصصات أخرى، مبينة أن برامج المعاهد، رغم أهميتها، لا تكفي لصقل مهارات الطلاب ومنحهم هوية فنية متكاملة.
وأوضحت أن جمعيات مثل بيت الخط العربي والفنون تعمل للتحوّل إلى صيغة أكثر انتظاماً أقرب للأكاديمية، إلا أن المسار يواجه تحديات إدارية وتنظيمية تتطلب تعاوناً مشتركاً لتطوير نموذج تعليم يعكس مكانة الخط العربي ثقافياً وجمالياً.
التكوين الحرفي بين الجذور التراثية والحداثة
الفنان والخطاط أحمد كمال قدّم عرضاً نظرياً حول مفهوم “التكوين الحرفي”، موضحاً أنه أحد الاتجاهات الأساسية في الحداثة التشكيلية العربية، حيث يستثمر الفنان الحرف العربي لبناء تكوين بصري يجمع بين الإيقاع اللوني، والفكرة المعاصرة، والمرجع التراثي.
وذكر كمال عدداً من رواد التشكيل الحروفي، منهم: شاكر حسن آل سعيد، جواد سليم، ضياء العزاوي، محمود حماد، ومحمد غنوم، مؤكداً أن تجاربهم أسهمت في إحياء الحرف العربي وتعزيز الهوية البصرية العربية الحديثة.
تفاعل واسع من الجمهور
شارك الحضور بمداخلات وأسئلة أغنت النقاش، وفتحت آفاقاً جديدة لفهم تجارب المشاركين ورؤيتهم للعلاقة بين التراث والمعاصرة.
يُذكر أن معرض “تجليات الحرف” يضم أعمالاً لعدد من الفنانين التشكيليين، منهم: خلدون أحمد، أحمد الياس، محي الدين ملك، إضافة إلى أعمال الفنان الراحل نذير نصر الله.



