منوعات

عالم المجسمات… حرفة دمشقية تجمع بين الذاكرة والتراث والهدايا التذكارية

في سوق القباقبية بدمشق القديمة، يحوّل عدنان منصور المجسمات المصغرة إلى فن تراثي يجسد تاريخ سوريا ومعالمها، جامعاً بين الدقة الحرفية والجمال البصري كقطع تذكارية تجذب السياح.

92 / 100 نتيجة تحسين محركات البحث

عالم المجسمات… حرفة دمشقية تجمع بين الذاكرة والتراث والهدايا التذكارية


في سوق القباقبية بدمشق القديمة، يحوّل عدنان منصور المجسمات المصغرة إلى فن تراثي يجسد تاريخ سوريا ومعالمها، جامعاً بين الدقة الحرفية والجمال البصري كقطع تذكارية تجذب السياح.

وسط سوق القباقبية في دمشق القديمة، يرتب الحرفي عدنان منصور مجسماته الخشبية الدقيقة التي تمثل أشهر معالم المحافظات السورية.
تجذب هذه القطع أنظار الزوار والسياح، لما تحمله من جمال بصري ورمزية تاريخية تعكس عمق الحضارة السورية.

بدأ منصور رحلته مع المجسمات قبل أكثر من عشرين عاماً، ورغم أن الحرفة تُعد حديثة نسبياً في سوريا، إلا أنها استطاعت خلال ربع قرن أن تصبح واحدة من أبرز الفنون الحرفية المنتشرة في دمشق.

يتطلب هذا الفن مهارات عالية وتعاملاً دقيقاً مع القياسات، حيث يعتمد منصور على تصميم المجسمات عبر برامج خاصة، ثم يوضح قائلاً:

“أصمم المجسم وفق قياسات لا تتعدى السنتيمتر، ثم أربطه بطابعة ليزرية لتقطيع الخشب بدقة، فنحصل على التفاصيل الدقيقة نفسها للشكل الحقيقي في اللون والملمس”.

هذه العملية تحول القطع المصغرة إلى نماذج تحاكي الواقع بشكل يكاد يلامسه، بدءاً من الكراسي الخشبية والسيوف الدمشقية والفوانيس وصولاً إلى غرف النوم والبحرات التقليدية.

يوضح منصور أن كل قطعة يصنعها ليست مجرد تذكار بسيط، بل “شاهد حي على تاريخ دمشق وحضارتها”، فهي تحمل روح المكان وتروي جزءاً من الذاكرة الشامية.

المجسمات الدمشقية أصبحت اليوم هدايا مفضلة لدى:

  • السياح

  • المغتربين

  • عشاق التراث

  • هواة جمع القطع الفنية

لما تحتويه من رموز ثقافية وجمالية ترتبط بالهوية السورية.


الإبداع والصبر… جوهر حرفة المصغرات

تُعد المصغرات أحد أصعب الفنون التشكيلية، لأنها تعتمد على:

  • إبداع بصري

  • صبر طويل

  • مهارة حركية دقيقة

وتستخدم مواد متنوعة مثل:

  • الخشب

  • المعادن

  • العاج

  • القماش

  • الحبال

كلما صغرت القطعة زادت الحاجة إلى مهارة أعلى وجودة تنفيذ أدق، ما يجعل كل مجسم قطعة فنية فريدة.

تلعب هذه المجسمات دوراً مهماً في إبراز ملامح البيئة الشامية، وقد ساهمت المسلسلات السورية في نشرها بشكل واسع، حيث يقتنيها المشاهدون كتذكارات تجسد بيوت الشام القديمة وشخصيات الدراما الشعبية.

كما تستخدم المصغرات في الخدع السينمائية لإنتاج مشاهد يصعب تنفيذها بالحجم الطبيعي، دون أن يشعر المشاهد بالفارق، ما يعكس براعة هذا الفن ودقته.

رغم حداثة صناعتها كتذكارات خشبية في سوريا، إلا أن فن المجسمات المصغرة يرتبط تاريخياً بفن المنمنمات الإسلامية الذي ازدهر قبل قرون، وكان يوثق الحياة اليومية والعادات والثقافة برسم دقيق وأبعاد فنية غنية.

وتعتبر المجسمات اليوم امتداداً معاصراً لذلك التراث، بعد أن تطور أسلوبها وموادها مع ظهور التقنيات الحديثة كالأدوات الرقمية والطباعة الليزرية.

يمثل فن المجسمات الدمشقية اليوم نافذة تراثية تجمع بين الماضي والحاضر، وتقدّم للسياح والمقيمين هدايا تذكارية تحمل روح دمشق، مستندة إلى دقة الحرفة وإبداع الحرفيين وتاريخ طويل من الفنون المصغرة.

المجسمات 1 المجسمات 4 المجسمات2 المجسمات3

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى