مدينة "أفروديسياس" التركية تستعد لافتتاح أول متحف ليلي لتعزيز السياحة الليلية
تشهد مدينة "أفروديسياس" الأثرية في ولاية آيدين غربي تركيا، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تحضيرات متسارعة لافتتاح أول متحف ليلي يمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها

تشهد مدينة “أفروديسياس” الأثرية في ولاية آيدين غربي تركيا، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، تحضيرات متسارعة لافتتاح أول متحف ليلي يمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها، ضمن مشروع تطويري شامل يعيد تسليط الضوء على واحدة من أغنى المدن الأثرية في الأناضول.
ويقع الموقع الأثري في قضاء “قره جه صو”، ويحتضن إرثاً حضارياً يمتد لأكثر من 2500 عام، يشمل حقباً متعاقبة من التاريخ، تبدأ من الهلنستية مروراً بالرومانية والبيزنطية، وصولاً إلى الإمارات التركمانية والدولة العثمانية.
ويُعد المتحف الليلي المرتقب أحد أبرز عناصر مشروع “إرث للمستقبل – أفروديسياس”، الذي أطلقته وزارة الثقافة والسياحة التركية عام 2024. ويشمل المشروع ثلاث مراحل رئيسية: الحفر الأثري، وأعمال الترميم، وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك إنشاء مركز ترحيب بالزائرين، وتنظيم البيئة المحيطة، وتجديد مسارات المشي والمرافق الاجتماعية.
افتتاح المتحف الليلي في 2026
وبحسب القائمين على المشروع، يُنتظر أن يُفتتح المتحف الليلي أمام الزوار في عام 2026، فيما يُتوقع اكتمال ترميم متحف “أفروديسياس” الرئيسي بحلول عام 2027.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، أكد منسق المشروع وأستاذ علم الآثار في جامعة باموق قلعة، البروفيسور بهادر دومان، أن المدينة الأثرية تشهد حاليًا “ورشة عمل شاملة”، حيث تُجرى أعمال تنقيب دون انقطاع على مدار العام، بالتوازي مع ترميم المواقع الأثرية وتطوير البنية التحتية السياحية.
اكتشافات أثرية جديدة
وكشف دومان عن اكتشافات أثرية مهمة خلال أعمال الحفر في العام الماضي، شملت الحمام العثماني ومنطقة “تيتراستون”، حيث عُثر على صف من المحال التجارية ذات الأرضيات الفسيفسائية المزينة بزخارف نباتية وهندسية. وأوضح أن عمليات الترميم جارية حاليًا، تمهيدًا لفتح هذه المواقع أمام الزوار خلال العام الجاري.
كما أشار إلى استمرار أعمال الترميم في “حمام المسرح”، الذي يعود إلى القرن الثاني الميلادي، وكان مستخدمًا حتى القرن السادس. ويتكوّن الحمام من تسع قاعات رئيسية تتوزع بين غرف باردة ودافئة وساخنة، وخضع لتعديلات في القرن الرابع الميلادي.
إبراز التعدد الثقافي لأفروديسياس
وشدّد دومان على أهمية الحمام العثماني في المدينة، معتبرًا أنه دليل على استمرارية الاستيطان في أفروديسياس حتى العهد العثماني، قائلاً: “نرغب من خلال التنقيب والترميم في إبراز البعد متعدد الثقافات للمدينة، وعدم اقتصارها على الحقبة الرومانية فقط”.
رؤية سياحية متكاملة
وتسعى السلطات من خلال هذه المشاريع إلى تعزيز جاذبية المدينة كوجهة سياحية ليلية ونهارية، وزيادة عدد الزوار عبر توفير تجربة سياحية غنية ومتنوعة، تدمج بين التاريخ العريق والتقنيات الحديثة في العرض المتحفي.