ملتقى محللي البيانات تحت عنوان “الإحصاء حياة وتنمية وتطوير” لـ 2024
تحتفل دول العالم في العشرين من أكتوبر كل خمسة أعوام بـ اليوم العالمي للإحصاء

ملتقى محللي البيانات انطلق اليوم ملتقى محللي البيانات تحت عنوان “الإحصاء حياة وتنمية وتطوير
تحتفل دول العالم في العشرين من أكتوبر كل خمسة أعوام بـ اليوم العالمي للإحصاء، وذلك وفقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 69/282. يهدف هذا الاحتفال إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الإحصاء في التنمية الشاملة والمستدامة.

وبمناسبة اليوم العالمي للإحصاء، نظمت جامعة دمشق، وبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP ضمن مشروع تمكين الشباب، وبالتعاون مع مركز الريادة والتمكين الطلابي في جامعة دمشق ملتقى بعنوان “ملتقى محللي البيانات في اليوم العالمي للإحصاء”. يركز هذا الملتقى على أهمية البيانات الموثوقة والابتكار في النظم الإحصائية الوطنية، حيث تعتبر البيانات الدقيقة والمحدثة حجر الأساس في عمليات التخطيط وصنع القرار المستندة إلى الأدلة، ويستمر لمدة يومين في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات
في إطار اللقاء الأول الذي جمع الخبراء الأكاديميين والمهنيين في مجال الإحصاء مع طلاب جامعة دمشق، أشار الدكتور أحمد خضر، مدير مركز التمكين والريادة الطلابي في جامعة دمشق، إلى أن الهدف الأساسي من الملتقى هو التشبيك مع الخبراء في سوق العمل الإحصائي، خاصة في مجال تحليل البيانات، حيث تسعى الجامعة إلى توفير فرص تواصل بين الطلاب والشركات والمؤسسات العامة والخاصة التي تحتاج إلى كوادر مؤهلة في هذا المجال. وأكد خضر على أهمية امتلاك طلاب الإحصاء المهارات التقنية والشخصية اللازمة لدخول سوق العمل، وهو ما تركز عليه الجامعة من خلال الدورات التدريبية التي ينظمها مركز التمكين والريادة.
بدوره، أوضح وسيم سعد، ممثل مركز تمكين الشباب بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، أن الملتقى يأتي ضمن مبادرات مشروع تمكين الشباب، الذي يهدف إلى تمكين الشباب اقتصادياً وتدريبهم على ريادة الأعمال، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمحاورين لتسليط الضوء على تحليل البيانات وأهمية الإحصاء في سورية. كما أشار إلى إمكانية خلق فرص عمل ومسارات مهنية جديدة للطلاب المشاركين في الملتقى.
وفي كلمة مسجلة، هنأ الدكتور عدنان حميدان، مدير عام المكتب المركزي للإحصاء، العاملين في مجال الإحصاء بمناسبة اليوم العالمي للإحصاء. وأكد على أهمية تطوير مجال الإحصاء وربطه بالتطورات الحديثة في المعلوماتية والبرمجة، حيث يعتبر الإحصاء من الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها كافة العلوم في أبحاثها ودراساتها. كما شدد على أهمية الإحصاء كأداة تحليلية تساعد في اتخاذ القرارات الاقتصادية والاجتماعية المبنية على أسس علمية وبيانات دقيقة.
من جانبه، أشار عماد يوسف، رئيس فرع ريف دمشق لنقابة المهن المالية والمحاسبية، إلى أهمية دور النقابة في دعم صانع القرار الاقتصادي من خلال تقديم بيانات وإحصائيات دقيقة، مشدداً على أن القرارات الاقتصادية لا يمكن أن تكون فعالة دون وجود مؤشرات صحيحة وسليمة. كما أوضح أن النقابة تهدف إلى ربط خريجي الجامعات بسوق العمل وتنظيم المهنة الإحصائية.
وأشار ميسر الجلسات الحوارية في الملتقى السيد عماد الدين المصري إلى أن الإحصاء هي اللغة التي من خلالها نرسم المستقبل ونحقق من خلالها اعلى معاير التنمية المستدامة، فكل علم يقوم بحل مشكلاته الخاصة الا علم الإحصاء فانه يقوم بحل مشكلات العلوم الأخرى، ولا يقتصر دوره فقط على جمع الأرقام، بل يشكل أداة قوية لحل مشاكل العلوم الأخرى، من خلال تقديم تحليلات دقيقة تسهم في تحسين السياسات وتوجيه التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل أكثر فعالية.
وبين السيد عماد الدين المصري أن الملتقى يهدف إلى تعريف طلاب الإحصاء بآفاق وفرص العمل المتاحة لهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إمكانية متابعة مسيرتهم الأكاديمية في هذا التخصص. كما أوضح المصري أن حاجة سوق العمل لهذا الاختصاص تتزايد بشكل كبير، كونه يمثل دعامة أساسية في اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات الدقيقة.
وأشار إلى أن عمل محلل البيانات لا يقتصر فقط على تحليل الأرقام، بل يتجاوز ذلك إلى تقديم تحليلات معمقة تدعم مختلف القطاعات، سواء في المجالات المالية أو الإدارية. وأضاف أن محللي البيانات يسهمون في تحسين الأداء المؤسسي واتخاذ قرارات مدروسة تساهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات على الصعيدين المحلي والدولي.
تضمنت محاور ملتقى محللي البيانات العديد من الجوانب المهمة التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية البيانات والإحصاء ودورهما في التطوير والتنمية.

ومن أبرزها، مجالات العمل في اختصاص تحليل البيانات في سورية وخارجها، حيث تم مناقشة الفرص المتاحة لتحليل البيانات محلياً وعالمياً، والقطاعات التي يمكن أن يستفيد منها المحللون، المهارات التقنية اللازمة للإحصائيين، و شمل هذا المحور التركيز على أهم البرامج ولغات البرمجة المستخدمة في تحليل البيانات مثل Python، R، وSQL، بالإضافة إلى أدوات متقدمة مثل Tableau وPower BI.، المهارات الشخصية اللازمة، تطرق الملتقى إلى أهمية التسويق الذاتي وبناء العلامة الشخصية، بما في ذلك تطوير مهارات التواصل والعرض الفعّال للأفكار والبيانات، جلسة حوارية مفتوحة مع الخبراء، و ناقشت هذه الجلسة التحديات والفرص التي يواجهها المحللون والإحصائيون، مثل التكيف مع التطورات التكنولوجية والحاجة إلى البقاء محدثين بآخر المستجدات، جلسة حوارية حول قصص نجاح مهنية، تم استعراض قصص نجاح من داخل وخارج سورية، حيث شارك بعض المتخصصين تجاربهم وخبراتهم في مجال تحليل البيانات والإحصاء، وأهمية هذا المجال في التحول الرقمي والتنمية المستدامة.
تضمنت هذه المحاور نقاشات وتبادل للمعرفة، بهدف تمكين الشباب والمهتمين بتحليل البيانات، ودعمهم لتحقيق نجاح في هذا المجال المهم.
