جهود حكومية ومبادرات أهلية لاستقبال أهالي لبنان
تواصل الدولة السورية جهودها المكثفة لاستقبال الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة. ورغم التحديات الكبيرة، تعمل الحكومة السورية
جهود حكومية ومبادرات أهلية لاستقبال أهالي لبنان
تواصل الدولة السورية جهودها المكثفة لاستقبال أهالي لبنان والعائدين السوريين، وسط ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة. ورغم التحديات الكبيرة، تعمل الحكومة السورية بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية لتقديم جميع الخدمات الضرورية للوافدين، حيث بلغ عددهم حتى الآن نحو 395 ألف شخص، منهم وافدون لبنانيون وعائدون سوريون.
جهود الحكومة في تأمين الإيواء والمساعدات
أكد وزير الإدارة المحلية والبيئة، لؤي خريطة، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، أنه تم تجهيز 20 مركز إيواء في مختلف المناطق السورية، 16 منها بدأت باستقبال الوافدين، بينما الأربعة الأخرى جاهزة لاستقبال أي زيادة في الأعداد. وأوضح أن العدد الأكبر من الوافدين تمركز في ريف دمشق، يليه حمص، ثم بقية المحافظات. وأضاف خريطة أن بعض الوافدين يقيمون في شقق سكنية أو فنادق، حيث وفرت الفنادق خدماتها للوافدين دون مقابل، بالتنسيق مع وزارة السياحة، بالإضافة إلى مبادرات أهلية متعددة استهدفت توفير أماكن إقامة إضافية.
وأشار خريطة إلى تعاون الحكومة السورية مع المنظمات الإنسانية الدولية، مثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التي أطلقت نداءً عاجلاً من دمشق لحث المجتمع الدولي على تقديم الدعم الطارئ للوافدين والمتضررين.
كما أشاد خريطة بمساهمة الدول الصديقة في إرسال مساعدات إنسانية، مشيراً إلى وصول طائرات محملة بالمساعدات من إيران وفنزويلا، تضم مواد غذائية، طبية، وإغاثية، يتم توزيعها على الأسر اللبنانية والسورية الوافدة.
دور المنظمات الأهلية في حمص
في حمص، أظهرت المجتمعات المحلية دعماً كبيراً لاستقبال الوافدين من لبنان. وأوضح رئيس المجلس البلدي في ربلة، زكريا فياض، أنه تم استقبال أكثر من 400 عائلة لبنانية في بلدة ربلة والقرى المجاورة. وأكد فياض أن أهالي البلدة فتحوا منازلهم لـ295 عائلة، بينما تم توزيع العائلات المتبقية على مراكز إيواء مثل دير السيدة العذراء ودير مار إلياس. كما تم توفير سلل غذائية وصحية وحليب أطفال من قبل منظمات محلية ودولية، بالتزامن مع تقديم الخدمات الصحية عبر الفرق الطبية المنتشرة في مراكز الإيواء.
في إطار توفير الطاقة والإنارة، قامت منظمة دعم الكنائس السويسرية بتركيب مشاريع طاقة شمسية في مراكز الإيواء، بالإضافة إلى تأهيل المطابخ لضمان توفير بيئة ملائمة للوافدين.
تقديم الخدمات الصحية في اللاذقية
على صعيد الخدمات الصحية، تواصل محافظة اللاذقية تقديم الرعاية الصحية للوافدين من خلال تنسيق الجهود بين مديرية الصحة والجهات المحلية والدولية. وأكد عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية، موفق صوفي، أن الفرق الطبية قدمت حتى الآن 6696 خدمة طبية، تشمل الفحوصات العامة، الصحة النفسية، الصحة الإنجابية، والتطعيمات، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الطارئة للحالات الحرجة. وأشار صوفي إلى أن مديرية الصحة بالتعاون مع المنظمات الأهلية والدولية استنفرت طواقمها الطبية لتوفير كل ما يحتاجه الوافدون من خدمات علاجية في المشافي والمراكز الصحية.
وبينما تتوزع العائلات الوافدة بين مراكز الإيواء والشقق المستأجرة، تعمل فرق طبية جوالة مكونة من ستة أفراد على زيارة العائلات في أماكن إقامتهم لتقديم الأدوية والخدمات الطبية اللازمة. كما تم فتح نقاط طبية جديدة في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالوافدين، مثل شاليهات العمال وشاطئ النخيل.
التنسيق مع المنظمات الدولية والإغاثية
إلى جانب الجهود المحلية، أكدت الحكومة السورية على استمرار التنسيق مع جميع الجهات الدولية المعنية بالعمل الإغاثي. وتقدمت العديد من الدول الصديقة، مثل إيران وفنزويلا، بمساعدات إنسانية لدعم الوافدين. ووصلت مؤخراً طائرات محملة بمساعدات إيرانية وفنزويلية، تحتوي على مواد غذائية، طبية، وأدوات طهي، بالإضافة إلى تجهيزات طبية وكهربائية.
وكانت طائرة إيرانية قد وصلت إلى مطار اللاذقية محملة بمواد إغاثية متنوعة، تشمل خياماً، مستلزمات طبية، أدوات كهربائية، وأغذية أساسية. كما استقبل مطار دمشق الدولي طائرة مساعدات فنزويلية تزن 13 طناً، تشمل مواد غذائية وأدوية موجهة للوافدين السوريين واللبنانيين.
استمرار التحديات وعمليات الاستجابة
ورغم الجهود المكثفة، تبقى التحديات كبيرة في ظل استمرار الحصار الاقتصادي وصعوبة تأمين التمويل الكافي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للوافدين. وأكد رئيس جامعة طرطوس، د. محمود ديوب، في سياق متصل، أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هي لتأمين البنى التحتية الجامعية، ما يعني أن السكن الجامعي للطلبة في طرطوس قد تم تأجيله لصالح مشروعات أخرى مثل بناء كلية الهندسة التقنية.