محليات
تربية دودة الحرير في طرطوس: تراجع الإنتاج وتحديات تسويق الشرانق
تعتبر سورية، وخاصة محافظة طرطوس، من المناطق التي كانت تشتهر بإنتاج الحرير الطبيعي على مستوى العالم العربي

تربية دودة الحرير في طرطوس: تراجع الإنتاج وتحديات تسويق الشرانق
تعتبر سورية، وخاصة محافظة طرطوس، من المناطق التي كانت تشتهر بإنتاج الحرير الطبيعي على مستوى العالم العربي، حيث كان هذا القطاع مصدر دخل هام للعديد من الأسر الريفية. ومع ذلك، اختفت تدريجياً تربية دودة القز وإنتاج الشرانق الحريرية، مما جعلها على وشك الاندثار في طرطوس، التي كانت تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الحرير الطبيعي.
عدة أسباب تقف خلف هذا التراجع؛ منها:
- انخفاض أسعار الشرانق وخيوط الحرير: حيث يعاني المربون من تدني الأسعار، إذ لا يتجاوز سعر الكيلو الواحد من الشرانق 75 ألف ليرة، بينما يطالب المربون برفعه إلى 200 ألف ليرة لتغطية تكاليف الإنتاج.
- ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج: تشمل هذه المستلزمات الحوامل والصواني الخشبية الضرورية لتربية دودة القز، والتي تصل تكلفتها إلى ملايين الليرات. عدم توفر الدعم المالي أو القروض المناسبة يجعل من الصعب على المربين مواصلة هذا العمل.
- غياب معامل التصنيع والتسويق: بعد إغلاق معمل حرير الدريكيش، يواجه المربون مشكلة كبيرة في تسويق الشرانق والخيوط. إدارة المعمل تطلب إنتاجاً كبيراً يصل إلى خمسة أطنان من الشرانق لفتح دورة إنتاجية، وهو رقم لا يستطيع المربون الحاليون تحقيقه.
- تأخر وصول السلالات المستوردة: أوضح المسؤولون أن وصول علب البيض المستوردة من السلالة الهندية تأخر هذا العام، مما أثر على جودة وكمية الشرانق المنتجة.
ورغم كل هذه التحديات، هناك جهود من وزارة الزراعة لإحياء تربية دودة القز من خلال توزيع غراس التوت على الأسر المهتمة وتوفير سلالات محسنة بأسعار رمزية. ومع ذلك، المربون ما زالوا ينتظرون دعمًا أكبر على مستوى الأسعار والمستلزمات الإنتاجية، بالإضافة إلى توفير قروض خاصة لضمان استمرارية هذه الصناعة التي تحمل أهمية تراثية واقتصادية كبيرة، وتستحق الدعم كما هو الحال مع زراعة الوردة الشامية.