صدرت الأسبوع الماضي نتائج السنة التحضيرية للكليات الطبية في جميع الجامعات السورية، وكشفت النتائج أن نسبة كبيرة من طلاب محافظة طرطوس، الذين يبلغ عددهم نحو 900 طالب وطالبة، لا يحق لهم التسجيل في كلية الطب البشري وكليات طب الأسنان والصيدلة في جامعة طرطوس. يعود ذلك لأسباب تتعلق بالطاقة الاستيعابية المحدودة لهذه الكليات.
أثار هذا الوضع استياء عدد من الأهالي الذين عبروا عن شكواهم، حيث أشاروا إلى أن أبنائهم، رغم حصولهم على معدلات تتجاوز 80%، حُرموا من التسجيل في جامعة محافظتهم، على الرغم من إمكانية قبولهم في جامعات أخرى. وطالبوا بزيادة الطاقة الاستيعابية في كلية الطب بطرطوس والكليات الطبية الأخرى حتى يتمكن أبناؤهم من دراسة الطب في محافظتهم، مشيرين إلى أن الانتقال إلى جامعات أخرى يترتب عليه تكاليف إضافية وجهود أكبر.
في هذا السياق، أوضح وزير التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة تصريف الأعمال، بسام إبراهيم، أنه لا يمكن تحقيق مطلب تخصيص نسبة محددة من مقاعد الكليات لأبناء كل محافظة، لأن امتحانات السنة التحضيرية مركزية وموحدة في جميع أنحاء سوريا، ومبنية على منهاج موحد. كما أكد الوزير أن الأعداد المخصصة لكل كلية من كليات الطب في الجامعات كانت معروفة منذ الإعلان عن السنة التحضيرية، ولا يمكن تعديل هذه الأعداد بعد صدور النتائج.
وأشار الوزير إبراهيم إلى أن تخصيص نسبة معينة من المقاعد للطلاب في الدراسات العليا يتم في بعض الكليات مثل الهندسة، حيث يُعطى خريجو الجامعة نسبة محددة لاستكمال دراستهم العليا في جامعتهم، بينما توزع النسب المتبقية على خريجي الجامعات الأخرى. لكن بالنسبة للسنة التحضيرية للكليات الطبية، فإن هذه النسب لا تُطبق بسبب ضرورة الالتزام بمبدأ تكافؤ الفرص، نظراً لأن المناهج موحدة والامتحانات مركزية ومؤتمتة.
وأضاف الوزير أن تخصيص نسبة معينة من المقاعد لأبناء كل محافظة قد يُطبق في بعض الكليات غير الطبية التي لا تخضع لامتحانات مركزية، مثل كلية الهندسة التقنية بجامعة طرطوس، حيث تُخصص نسبة معينة لأبناء المحافظة. لكنه حذر من أن تطبيق مثل هذا النظام في الكليات الطبية قد يؤدي إلى آثار سلبية، مثل تخرج أعداد كبيرة من الطلاب دون إمكانية استيعابهم في سوق العمل المحلي.
في النهاية، أكد الوزير أن عملية القبول في الكليات الطبية تستند إلى معايير موضوعية تعتمد على المعدلات والطاقة الاستيعابية لكل كلية، مع مراعاة توفر المشافي التعليمية التي توفر بيئة تعليمية مناسبة.