دراسة جديدة تكشف خفايا عن الذكريات
كشف العلماء عن دور خلايا محددة في تصنيف وتذكر المعلومات الجديدة، خاصة عندما تكون مرتبطة بالمكافآت أو العقوبات
أدى بحث جديد إلى اكتشاف خلايا عصبية تلعب دورًا رئيسيًا في “ذاكرة الأحداث/الأشياء” وكيفية تخزين الدماغ لمعلومات التجارب والأحداث. أجرى الباحثون من جامعة كاليفورنيا في إيرفين دراسة نشرت في مجلة “نيتشر” أوائل أغسطس 2024، حيث كشفوا عن دور خلايا محددة في تصنيف وتذكر المعلومات الجديدة، خاصة عندما تكون مرتبطة بالمكافآت أو العقوبات.
تتضمن الذكريات ثلاثة أنواع من التفاصيل: المكانية (أين)، الزمانية (متى)، والأحداث (ماذا). العملية المعقدة التي تشمل تخزين المعلومات تعتمد على معاني التجارب المختلفة، وهو ما يشكل الأساس لقدرتنا على تذكر وإعادة سرد تلك التجارب.
القشرة الشمية الداخلية الجانبية، وهي جزء من الدماغ يرتبط بالحُصين، تلعب دورًا مهمًا في الروابط الذاكرية السياقية. تتفاعل هذه القشرة مع الحُصين وتساعد في تشفير الروائح، والتمييز بين الأشياء، والارتباطات السياقية، والبنية الزمنية، وعلاقات الإشارات بالمكافآت.
في الدراسة، ركز الباحثون على الطبقات العميقة من القشرة الشمية الداخلية الجانبية في أدمغة الفئران. اكتشفوا خلايا عصبية متخصصة مسؤولة عن تذكر الأشياء وما ينتج عنها. تم تقسيم الخلايا العصبية إلى نوعين: أحدهما يتفاعل مع روائح مرتبطة بالمكافآت، والآخر يتفاعل مع روائح مرتبطة بالعقوبات. هذا أدى إلى تشكيل خريطة ذهنية تمثل العناصر الإيجابية والسلبية في القشرة الشمية.
تجربة تثبيط نشاط الخلايا العصبية في القشرة الشمية الداخلية الجانبية أظهرت تأثيرًا سلبيًا على قدرة قشرة الفص الجبهي الإنسي في تمييز العناصر الإيجابية والسلبية، مما أدى إلى ضعف التعلم. كما أظهرت التجارب أنه عندما تم تثبيط الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي الإنسي، تعطلت قدرة القشرة الشمية الداخلية الجانبية على الاحتفاظ بذكريات العناصر منفصلة، مما أضعف التعلم واسترجاع الذاكرة